السبت، 1 ديسمبر 2012

التصميم وعناصره واسسه



ما هي أهمية التصميم ؟
       التصميم عمل أساسي لكل إنسان .. فالرغبة في النظام تعد سمة إنسانية أساسية .. فمعظم ما يقوم به الإنسان من الأعمال إنما يتضمن قدراً من التصميم .
فقد اعتبر التصميم في عصرنا الحالي نظام إنساني أساسي وأحد الأسس الفنية لحياتنا المعاصرة فالتصميم هو أحد مجالات النشاط الفني إذ أنه يستحيل لأي عمل الظهور دون تصميم .
وهذا أسلوب شائع في حياتنا وسلوكنا سواء كان من خلال إبداع المصمم المنتج أو اختياره ..
فكل هذا يعكس الأسباب النفسية التي تدفع الفنان إلى أن يعبر عن نفسه سواء بالإبداع أو الاختيار بطرق خاصة تختلف من فرد إلى آخر .
         وعلى المصمم أن يسعى دائماً للبحث والتطوير ليستطيع التعبير عن موهبته الشخصية كمصمم فجودة التصميم هي الأساس فهي التي تزودونا بالخبرة الفنية الغنية التي نحس بها في أي تصميم .
           فنجد بأن طابع أي تصميم وفرديته ينبعان من المشاعر الخاصة بالمصمم الفنان وهو يعبر عن تلك المشاعر باللون وقيمته .. وبالخط والقيم السطحية والمساحات والإشكال والأرضية وبموضوع التصميم
 )التصميم وعلاقته بالطبيعة والحياة  (

          يستوحي المصمم رموزه وعناصره في الغالب من الطبيعة وينظم تلك العناصر في ضوء ما تملكه الطبيعة من عناصر متنوعة ومختلفة ....
ويبدأ التصميم عندما تتحول الفوضى إلى نسق ونظام ... ( أي يكون التصميم مرتب ولا يحتوى على العشوائية (

           والتصميم كلمة تدل على حدود العقل الإنساني وعلى مدى الحقائق التي يدركها الإنسان ويستخلصها تدريجياً من الفوضى وكلما زادت معارفه وثقافته ... ساعده على تنظيم التصميم .... فيحل محل الفوضى... النسق ... والنظام .

ولذلك فمن المتوقع أن تكون لدى الفنان حساسية .. عن الآخرين .. من حيث إدراك الأشكال وما تتضمنه من معاني ...

فالمصمم يمر بعمليتين خلال استلهام الطبيعة وما بها ...

1-
داخلية ... متصلة بقدراته الإدراكية فيها ... من ثقافة ... ومزاج ... وقدرات .. فسيولوجية .. وبيولوجية ...
2-
خارجية ... تتمثل في العلاقة بالطبيعة حيث تعتمد عملية التصميم على التنظيم البصري وعلى كيفية رؤية الطبيعة والتنوع فيها .


ويختلف مفهوم الطبيعة لدى المصمم .. تبعاً ... للمواقف البيئية المختلفة ....
كذلك توجد نماذج أخرى في البيئة.. متعددة تعكس النظام والتصميم في الطبيعة وكلما كانت البيئة جذابة .... أحس الإنسان بحاجته لأن يعكس جمالها .. بطريقة تلقائية ... والإنسان يحس بضرورة ملحة في أن يجعل البيئة التي صنعها بيديه عن طريق التصميم ...

       وقد أصبح مفهوم الطبيعة يعنى القوة المسيطرة على نظم ... ونسق الكون والوجود في نموه وتطوره ... ومن الطبيعي في أن النظم الهندسية أو الرياضية كلمة تدل على الطبيعة سواء كانت عضوية أو غير عضوية ... يتحكم فيها العوامل التالية :
1-
التنوع
2-
التوازن
3-
التناسب
4-
التماثل

         وهناك علاقة بين التصميم والقانون الطبيعي للنمو .. وأيضاً هناك علاقة بين التصميم والحياة ...كما يلاحظ توافر عناصر أسس التصميم في الطبيعة ( الوحدة , التناسب , الإيقاع , الاتزان , السيادة )



التصميم والقانون الطبيعي للنمو

        الطبيعة هي المصدر الأساسي للمصمم لأنها تحتوى على عناصر متنوعة من عناصر التصميم المختلفة كالنقط ... الخطوط ... المساحات ... الأشكال .... الملامس .... والألوان .... والفراغ ...
            وهذه العناصر تتسم بالتغير الدائم في مظهرها المرئي .. وفقاً لما يحدث في الطبيعة من متغيرات ... ولكن لا تزال هذه العناصر يحكمها قانون الطبيعة ..
فالطيور ... والحيوانات والحشرات .. والأسماك ... والأصداف والقواقع .... والشعب المرجانية .. وأمواج البحر ... والأزهار... والنباتات ... ... الخ ..
          وكل ذلك يحكمه القانون الطبيعي الذي وصفه الخالق سبحانه وتعالى في النمو مما يحصر على الإنسان حصر هذا القانون كما يعكس أيضاً نظاماً مرئياً متكاملاً ..
يستخلص منه المصمم ما يشاء ليحقق ما يريد التعبير عنه برؤيته الخاصة وبوسائله الأدائية المختلفة إذ أن العين المبدعة تستطيع أن ترى في الطبيعة تصميمات متنوعة وعلى درجة كبيرة من النظام والدقة ...
        باعتبار أن التصميم يعد مجالاً من مجالات التعبير الذي أحسه الإنسان منذ تواجده على الأرض .. وبحاجته الملحة إليه ..
فقد توصل الإنسان على مدى العصور بتأمله لمظاهر الطبيعة المختلفة إلى أساسيات العلوم المختلفة وما يطرأ عليها فيما بعد من تطورات وصلت بنا إلى الثورة العلمية للقرن الحالي ..
وأصبح للمصمم دور في تناول مظاهر الطبيعة المختلفة برؤية فاحصة وبمقدرة واعية لا كتشاف ما يمكن فيها من قيم فنية , وعلى المصمم أن يختار من بينها ما يحقق هدفه التعبيري وبذلك يضع أنسب الحلول لمشكلات التصميم .

التصميم والحياة ...

       يخطئ كثير من الناس عندما يعتقدون بأن التصميم يعنى مجال تخصص من مجالات الفنون ... فقط ولذلك يشعرون بقلة معرفتهم بالتصميم أو ضعف موهبتهم بممارسته ولكن الحقيقة تخالف هذا الأمر.... لأن التصميم له صلة كبيرة بالحياة فهو يتغلغل ويشارك في جميع الأنشطة البشرية التي يتعامل من خلالها الإنسان في ميادين الحياة المتعددة ..

العمل الفني المصمم ..وأسسه البنائية :

        يمر المصمم صاحب الموهبة بتجارب كثيرة في حياته ويتعرض لمواقف متنوعة فيتحرك في داخله خبرات سابقة قد ترتبط بانفعالاته .
وقد ويشعر الفنان بالحاجة إلى إيجاد مخرج لهذه الانفعالات حتى يحاول استعادة اتزانه ... فيتجه نحو الناس لكي ينقل لهم صدى الخبرات التي اكتسبها .


الفنان ونقل الخبرة للآخرين :

      يلجأ معظم المصممين إلى وسائل متعددة لنقل خبراته أو انفعالاته الداخلية عن طريق :

1-
لغة الألفاظ : فيصوغ تلك الخبرة في شكل كلمات وعبارات يعبر بها عن انفعالاته وعواطفه عن طريق التصميم .

2-
النقط والخطوط والمساحات والألوان .. من حيث التنظيم ... والتشكيل .. والتنسيق ... لكي يصور بها تلك الخبرة
في إطار مرئي " عمل تصميم " لكي تعكس انفعالاته وعواطفه تجاهها .
ولكي تؤدي محاولات التعبير السابقة دورها كرسالة موجهة للناس فيجب أن يراعى في صياغتها القدرة على جذب اهتمام المشاهدين واستمالتهم إلى تذوق مضمون ما يحمله العمل من قيم .
         فعند نجاح المصمم في طريقة التعبير عن هذه الانفعالات والعواطف واستطاع التعبير بأسلوب أو بطريقة تجذب الاهتمام . فإن إنتاجه سوف يكون عملاً فنياً سواء أكان في مجال الأدب ... أو الفن التشكيلي .. أو غير ذلك .
ثانياً : مقومات التصميم
على ضوء الكلام السابق يمكنناً إن نقول بان أي عمل فني يعتمد على
1-
الجانب التعبيري :
ويقصد به مضمون الخبرة والدراسة التي يريد الفنان أو الأديب أو الموسيقي أو غيرهم أن يشاركهم الناس في تلقيها وتذوقها .
2- صياغة الشكل :
       هي الأسلوب أو الطريقة التي صيغت بها العناصر المكونة لشكل العمل .. ودرجة جودة هذه الصياغة ومدى تأثيرها على استجابة المتذوقين لذلك العمل الفني ولهذه الصياغة عده خصائص
1-
معنى الشكل العام في التصميم  التكوين أو الشكل والصورة النهائية لهذا العمل أو التكوين الذي تعطيه شكلاً أو هيئة مميزة تمنحه القدرة على التأثير في المشاهدين واستمالتهم لتذوق العمل  وتلقي رسالته فالشكل في الأدب  قد يكون قصيدة شعر أو قصة أو مسرحية والشكل في الموسيقي قد يكون قطعة موسيقية سيمفونية أو أغنية  وفي الفن والتصميم قد يأخذ لوحة زيتية  أو نحت أو دمج لمجموعة صور .
2-خصائص ومكونات الشكل العام :
 يتكون أي تصميم من عناصر متعددة .. فالأصوات بأنواعها ونغماتها ودرجات ارتفاعها وترتيب تتابعها وكيفية تآلفها تمثل جانباً من العناصر المكونة للشكل العام في الموسيقي .  إما العناصر المكونة للشكل العام في الفن والتصميم فإنها عناصر شكلية تشاهد ويكون تذوقها عن طريق الرؤية كالنقط الخطوط المساحات الكتل الأضواء الظلال ملامس السطوح الألوان الفراغ المحيط بالهيئة .
ولابد من ترابط هذه العناصر في صورة علاقات تشكيلية مختلفة بحيث تؤدي إلى وحدة أو أساس في هذه العلاقات التشكيلية للتصميم .

وبذلك يتضح لنا أسس بناء التصميم ....
وبمعنى آخر ... فإن التصميم هو أسلوب الحياة .. .. وهو طريقة للتخلص من واقع الحياة... بحيث لا يمكن حصرها .. فكل إنسان ... في مجال عمله أو نشاطه اليومي يعتبر مبدعاً .ومما سبق نستنتج بأن من خلال تأملات المصمم الدقيقة لعناصر الطبيعة والتحقق منها واكتشاف ما بينها من علاقات مختلفة قد تساعده على النجاح في أداء أروع التصاميم ..المبتكرة
العوامل المؤثرة في عملية التصميم ؟؟
 يبدأ دارسو الفن دراستهم بعناصر وأسس التصميم من خلال الطبيعة والطريقة التي بنيت بها العديد من الهيئات المتنوعة والمتداخلة .
فالمصمم حين يجرب ويتعامل مع متغيرات مختلفة من عناصر وأسس التصميم ... فقد يثبت المصمم عدداً من تلك المتغيرات ويجرب بمتغير واحد أو أكثر فعلى سبيل المثال قد يتناول المصمم وحدة تشكيلية بسيطة كالمربع أو مثلث أو الدائرة كأساس لعمله الفني ويثبت مساحتها ولونها بينما يجرى جهده التجريبي على حركاتها وتكراراتها في مصنوعات وتنظيمات مختلفة تتزايد في بعض أجزاء العمل الفني المصمم وتناقض في البعض الأخر
ومن هذا المنطلق نجد بأن التصميم يتأثر بعوامل خارجية عن البناء الفني ذاته
حيث إن المصمم لا يعبر عن إحساساته الفنية في فراغ .ولكنه يستعمل في ذلك التعبير بخامات وأدوات متباينة ويهدف من ذلك التصميم إلى سد حاجات إنسانية أو اجتماعية معينة
و نجد بأن لكل تصميم وظيفة يقوم بها وتؤثر عملية الإخراج الفني بالعوامل التالي :
1-
الخامات والمهارات الأدائية المتصلة بالتصميم .
2-
وظيفة العمل الفني الذي ينتجه المصمم .
3-
موضوع التصميم .
الخامات والمهارات الأدائية المتصلة بالتصميم .
           الخامات وطرق استخدامها في بناء الشكل المصمم . فكلما اتسعت معرفة المصمم اتسعت معرفته بإمكانيات الخامة وطرق معالجتها ويؤدي ذلك إلى ازدياد أفكاره التخيلية وقدرته على الخلق والابتكار .
فالخامات مصدر لا نهائي لإلهام الفنان الحساس فقد توحي ألوان الخامات وقيمها السطحية وصفاتها الأخرى للفنان ابتكارات عديدة في التصميم .. كما أن للخامات قيود تفرضها على المصمم بحسب اختلاف الخامة . كما أن اختبار الخامة خاضع للوظيفة التي سيؤديها العمل الفني .
        وكما يجب على المصمم أن يكون ذا خبرة بأنواع الأدوات التي تستخدم في التصميم .. حيث بأن لكل أداة من الأدوات إمكانياتها الخاصة ...
ولو أردنا توضيح المقصود بالخامات والأدوات في برامج التصميم كمثال : برنامج الفوتوشوب ..
     نجد بان الصور التي تستخدم في العمل تعتبر هي الخامة الأساسية المستخدمة . وكل ماهو مستخدم من فلاتر أو فرش وبتأثيراتها المتنوعة ... الاستيالات ...الخ تعتبر هي الأدوات التي تؤثر في التصميم ...
ولكل أداة وظيفة وتأثيرات وتطبيقات معينة ..
        لذلك على المصمم أن يجرب جميع إمكانيات برامج التصميم لكي يكتشف كل إمكانيات هذا البرنامج لكي يتعامل مع التصميم بشكل مبتكر ..
2- الوظيفة :
يحقق الشكل المبتكر الغرض منه فكثير من الأشياء المصنوعة تصمم لخدمة وظيفة خاصة وباختلاف الوظيفة تختلف الشكل ولذلك فالفنان المصمم يجب أن يدرس متطلبات وظيفة الشيء المطلوب ليضمن نجاح التصميم ويختار كل ماهو مناسب للتصميم ويشكله بوعي بحيث يفي الهدف منه ..

فالوظيفة يجب أن يتقيد المصمم لدرجة الخضوع لها ونسيان الناحية الجمالية ويجب أن يكون ذلك الحل الوظيفي حلاً جمالياً يرضي الحاجة الجمالية عند المصمم .
3- الموضوع :
يؤثر الموضوع على العمل الفني ويجعله أحياناً زاخراً بالمادة الفنية متشبعاً بالنواحي الفنية لأنه يوحي للمصمم بأشكال وألوان وقيم سطحية تتعلق بنفس الموضوع . وعلى المصمم أن يستخلص من هذا الموضوع سماته الفنية .. يحللها إلى عناصر فنية كالخط ... اللون ... القيم السطحية .. فيختار منها ما هو أكثر أهمية ومناسبة لتصميمه وما يعبر عن إحساساته وبذلك يكون الموضوع مصدراً لإلهام المصمم .
وكمثال يوضح المقصود بالوظيفة والموضوع :
في الفترة الماضية أقيمت في المنتدى مسابقة أفضل تصميم ... وكان الموضوع والوظيفة واحدة ...
وقد كان موضوع المسابقة الحاسب في حياتنا
والوظيفة : خلفية أو فاصل لبرنامج الحاسب في حياتنا ..
وبالرغم من تحديد وظيفة وموضوع واحد للتصميم ألا أنه قدمت تصاميم مبتكره وتختلف من شخص لأخر
ومن هذا المثال اتضح لنا مالمقصود من الوظيفة والموضوع .

وبالتالي قد تعرفنا على أهم العوامل المؤثرة في التصميم . التي لابد على كل مصمم مراعاته عند القيام بالتصميم 
عناصر التصميم :

تعتبر عناصر التصميم هي مفردات لغة الشكل التي يستخدمها الفنان المصمم ..

لماذا سميت بعناصر التصميم ؟

سميت بذلك نسبة إلى إمكانياتها المرنة في اتخاذ أي هيئة مرنة وقابليتها للاندماج والتآلف والتوحد بعضها مع بعض ..لتكون شكلاً كلياً للعمل الفني المصمم .

وقد اختلف العلماء والفنانون والنقاد في تحديدها واتفق الآخر على وجودها مثل :
النقطة
الخط
الشكل 
الحجم
الضوء والظل
الملمس
اللون
الفراغ
هيئة الشكل 
ومهما كانت تلك العناصر فإن إدراك الفنان المصمم لها إدراكاً جيداً بساعد في عملية التخطيط ويجعل عمله سهلاً . كما يساعده في تقييم تصميمه وتطويره .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق